|

التعلم النشط : أي دور للمعلم والمتعلم ؟

إعداد : الدكتورة سها أحمد أبو الجاج و الدكتور حسن خليل المصالحة

المقدمة

يختلف دور كل من المعلم والمتعلم في التعلم النشط، حيث نجد أن المتعلم مشارك نشط في العملية التعليمية. فهو يقوم بأنشطة عدة تتصل بالمادة الدراسية، مثل طرح الأسئلة، وفرض الفرضيات، والاشتراك في مناقشات، والبحث والقراءة، والكتابة والتجريب.

بينما نجد أن دور المعلم هو الموجه والمرشد في العملية التعليمية، فهو لا يسيطر على الموقف التعليمي لكنه يدير الموقف التعليمي ويوجه طلابه نحو الهدف منه. وهذا يتطلب منه الإلمام بمهارات طرح السؤال وإدارة المناقشات وتصميم المواقف التعليمية المشوقة للتعلم.

ويحقق المعلم النشط Active Teacher بأنه “المعلم الذي تتوفر فيه مجموعة الخصائص المعرفية (تشمل حصيلة المعلم المعرفية وقدراته العقلية واستراتيجيات التدريس التي يستخدمها)، ومجموعة الخصائص الشخصية (مثل الاتزان الانفعالي، التواصل مع الآخرين) التي تساعد على إدارة التعلم النشط”.

إن التعلم النشط يدعم التعلم المتمركز على التلميذ، فهو يجعل من المتعلم محوراً للعملية التعليمية، فيقوم بتحديد الأهداف التعليمية، ويشارك في الموقف التعليمي بإيجابية عن طريق البحث والعمل والتفكير والتشاور والتعاون مع الأقران، ويدعم تعلم كل طالب فيه حسب قدراته ومهاراته. ويتحول فيه دور المعلم من ملقن وناقل للمعلومات إلى موجه ومصدر للخبرة والمرجعية للطلاب، ويجعل له حرية الاختيار بين الاستراتيجيات التعليمية المختلفة (كالحوار والمناقشة، والعصف الذهني، حل المشكلات، والاكتشاف، ولعب الأدوار… الخ) والتي تناسب الموقف التعليمي. وله حرية المفاضلة بين الوسائل التعليمية المختلفة.

1- أدوار المعلم في التعلم النشط

  1. تشجيع الطلاب على المشاركة في أهداف الدرس والأنشطة العلمية.
  2. تطوير خبرات تعليمية تتيح الفرصة للطلاب لتحمل مسئولية تصميم البحث والعمليات العلمية المتضمنة فيه واستنتاجاته.
  3. تقدير فرضيات الطلاب واستنتاجاتهم وآرائهم وتوليد نقاش حولها وحول النشاط العلمي الذي تم تنفيذه في الحصة.
  4. الاهتمام بالنمو المتكامل للطلاب في النواحي الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية.
  5. تهيئة بيئة ديمقراطية تسمح بالقيام بالأنشطة المختلفة.
  6. قيامه بدور المرشد والموجه خلال مشاركة الطلاب في النشاط الصفي.
  7. تشجيع التعاون الإيجابي بين الطلاب.
  8. يعرف قدرات طلابه، ومستوياتهم، واستعداداتهم، وميولهم، واهتماماتهم.
  9. التخطيط الجيد لخبرات التعلم والتعليم.
  10. يستخدم استراتيجيات التعلم التي تتحدى أفكار المتعلمين.
  11. يشجع المتعلمين على الحوار مع أقرانهم والتعاون فيها بينهم وبين المعلم.
  12. يقدر الكيف في التعلم بدلاً من الكم، ويركز على المتعلم أكثر من المادة الدراسية.
  13. إثارة اهتمام الطلاب، وتشجيع المشاركة والمناقشة وتبادل وتوضيح الأفكار.
  14. يتفاعل مع المتعلمين ليشجعهم على التفاعلات الإيجابية التي يستطيع من خلالها التعرف على أفكارهم.
  15. جعل الطالب مكتشفاً ومجرّياً وفعالاً في العملية التعليمية.
  16. العمل على زيادة دافعية التعلم لدى الطالب، وذلك باتباع أساليب المشاركة، وتحمل المسؤولية، والتعزيز المستمر.
  17. توجيه طلابه فيقدم لهم العون والنصح والإرشاد في أمورهم التعليمية، والشخصية، والاجتماعية.
  18. تقويم قدرات طلابه والوقوف على مدى تحصيلهم وتقدمهم الدراسي.

وبناء على ما سبق: فالمعلم ميسر ومرشد للتعلم الفعال النشط، وموجه ومعزز ومقوم لسلوك طلابه، وواضع للأسئلة وموجه لها ليشمل بها جميع طلابه.

اقرأ أيضا

2-دور المتعلم في التعلم النشط

إن الممارسة التدريسية المعتمدة على مبادئ التعلم النشط من الضروري أن تتضمن:

  • استخدام النهايات المفتوحة.
  • توفر الأنشطة التي تشجع الطالب على الاكتشاف بنفسه.
  • تقسيم الطلاب في مجموعات صغيرة.
  • نشاط الطالب وإيجابيته.

وانطلاقاً من تركيز التعلم النشط على إيجابية ومشاركة المتعلم يمكن تحديد دور المتعلم في الموقف التعليمي النشط فيما يلي:

  1. يبادر بأنشطة من صنعه ويتحمل مسئولية تعلمه؛ فالمتعلم النشط يقبل على إجراء الأنشطة برغبة وشوق لأنه يعمل ما يود عمله.
  2. المتعلم النشط يتحمل مسئولية اتخاذ القرار، ويبحث عن عدة طرق لحل المشكلات التي تواجهه.
  3. إن المتعلم النشط يشعر بأنه يسيطر على المعلومات ويمتلكها بمعنى أنها تصبح جزءاً من بنيته المعرفية.
  4. المتعلم النشط يسيطر على عملية التعلم، وأنه يقوم بالعمل بدافع ذاتي، ويتعلم ما يرغب في تعلمه.
  5. المتعلم النشط ينظم نفسه وينظم الآخرين في مجموعته، فالمتعلم النشط يعرف الواجب الفردي والواجب الجماعي.
  6. المتعلم النشط يعرف أهمية الوقت وينظم أوقاته حسب متطلبات العمل وينجز أعماله في مواعيدها المحددة سلفاً.
  7. إن المتعلم النشط يستطيع أن يختار الوسيلة الملائمة لعرض عمله، وكتابة التقرير المناسب عن تقدمه في العمل.
  8. إن المتعلم النشط هو متعلم مؤثر أيضاً يستطيع أن يتعرف على نقاط القوة ونقاط الضعف عنده، فهو مهيأ ليناقش نقاط الضعف والقوة مع زملائه الآخرين تعاونياً بناءً بعيداً عن الاستهانة بإنجازات الآخرين.
  9. إن المتعلم النشط يثق بنفسه وبقدراته، ومتحمس لعمله، فالتنجاح يؤدي إلى الثقة بالنفس، والثقة بالنفس تؤدي إلى الشعور بالارتياح والتشوق لكشف المجهول وبالتالي تزيد الدافعية للتعلم.

المرجع: كتاب استراتيجيات التعلم النشط أنشطة وتطبيقات عملية ؛ تأليف الدكتورة سها أحمد أبو الجاج و الدكتور حسن خليل المصالحة ؛ ط.1 ؛ 2016 ، ص.31 – 34

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *