إعداد : الدكتورة سها أحمد أبو الجاج و الدكتور حسن خليل المصالحة
المقدمة
في ضل ما يشهده العالم من تطور معرفي متسارع أدى إلى تراكم المعرفة، وأوجد الحاجة إلى إيجاد سبل تعلم جديدة تسهم في تسهيل طرق نقلها وتحسن إمكانات المتعلمين، كان من الضروري البحث عن كل ما هو جديد ومعبر لجعل التعلم أفضل وأسهل. بالإضافة إلى وجود العديد من المشكلات التي ظهرت في أساليب التعلم التقليدية والتي تؤثر سلباً على عملية التعلم.
والتعلم النشط نوع من أنواع التعلم التي تركز على أساليب التعلم أكثر من تركيزها على نتاجات التعلم، تحت فلسفة أن كل وسيلة ناجحة ومعبرة هي تعلم ناجح بذاته. كما أن التعلم النشط يجعل من الطالب محور العملية التدريسية خلافاً لأساليب التعلم التقليدية التي تجعل من المعلم محور العملية التدريسية. والتعلم النشط يركز على جميع نواحي التعلم وعناصره، من التركيز على مهارة الاستماع والحديث والتعبير والتأمل والإبداع في مجالاته المختلفة.
وهو اتجاه يؤكد على استثمار وجود المتعلم بوصفه محور العملية التعليمية والخاصية المستهدفة بالتعلم، واستغلال جميع الطاقات الكامنة فيه من خلال الاستغلال الأمثل لأساليب ومهارات التدريس داخل الغرفة الصفية وخارجها. من هنا يبرز دور الاهتمام بالنشاط الذي يؤديه المتعلم؛ فالمتعلم مشارك نشط حيث يقوم المتعلمون بأنشطة عدة تتصل بالمادة المتعلمة، مثل: الاشتراك في المناقشات، والتجريب، والمقارنات، وغيرها من المهارات التعليمية.
والتعلم النشط هو عملية ديناميكية ويمكن أن يحصل في جميع الأماكن: في البيت، في المدرسة، في الملعب والنادي وغيرها من الأماكن. من هنا تأتي أهمية التنسيق مع جميع عناصر العملية التعليمية من أجل الاستغلال الأمثل للوقت والمهارات، حيث أن التفاعل الإيجابي بين الطفل ومحيطه له الأثر العيني وطويل المدى على بنية الدماغ ونموه السليم. فالتعلم النشط يؤمن للطفل البيئة الغنية التي تساعد على التعلم والاستكشاف وفهم العالم من حوله بطريقة أفضل وأكثر عمقاً.
وللبيئة أثر كبير في تعزيز مهارات الطالب، ركزت العديد من النظريات التربوية والنفسية على أثر البيئة في التعلم. فلو نظرنا إلى النظرية الاجتماعية سنجد أنها وضعت قدراً كبيراً للبيئة وأثرها في تعلم الفرد من خلال النمذجة والملاحظة. كما أن بياجيه ركز كثيراً على دور البيئة من خلال عمليات التمثيل والمواءمة ودورها في عملية تعلم الفرد وإكساب المفاهيم المختلفة. وكذلك النظرية السلوكية التي تحدثت عن المثير والاستجابة ودورها في تثبيت التعلم أو محوه.
والبيئات التعليمية الجيدة هي البيئات التي تركز على المثيرات الخارجية وتنوع تلك المثيرات بحيث تحفز عملية التفكير عند الطلاب مما يسهم في تعلم أفضل، ومنها التي تستخدم الألوان والأشكال المختلفة في عملية التعلم، وأيضا التي تهتم بشكل واضح في تنظيم الغرفة الصفية وترتيبها بشكل يتلائم مع تحقيق أفضل السبل للمناقشة والتفاعل الصفي، بحيث تقوم بترتيبها بأشكال وأوضاع مختلفة وتقوم على تغييرها باستمرار تجنباً للملل أو النمطية.
ولما للطالب من أهمية كبرى في التعلم النشط، لا بد من الاهتمام بجميع الجوانب الشخصية له من النواحي النفسية والاجتماعية والصحية والمهارية، بحيث لا نغفل عن اهتمامات الطالب في العملية التعليمية، أو عن الرغبات التي يبديها الطالب في الطريقة التي يرغب بأن يتعلم من خلالها. وأيضا الاهتمام بالجوانب النفسية لهذا الطالب وعدم التجاوز عنها في حال كانت تؤثر سلباً على سير العملية التعليمية بشكل سليم لدى هذا الطالب.
1- مفهوم التعلم النشط
يعرفه فيلدر وبرنت (Feldar & Brent, 1997) بأنه التعلم الذي يعني بساطة إشغال المتعلم بشكل مباشر ونشط في عملية التعلم ذاتها، وهنا يركز على قيام المتعلم بالعمل في مختلف الأنشطة التي تنفذ داخل غرفة الصف، وألا يكون عمل المتعلم مقصوراً على استقبال المعلومة اللفظية والحفظ بل يستقبل ويشارك ويفكر ويبتكر.
كما يعرفه لوردنون (Lorenzen, 2006) بأنه طريقة لتعلم الطلاب بشكل يسمح لهم بالمشاركة الفاعلة في الأنشطة التي تتم داخل الغرف الصفية، بحيث تأخذهم تلك المشاركة إلى ما هو أبعد من الدور التقليدي للطالب الذي يقوم بتدوين الملاحظات إلى الدور الذي يأخذ زمام المبادرة في الأنشطة المختلفة مع زملائه خلال العملية التعليمية التعلمية داخل غرفة الصف، على أن يتمثل دور المعلم هنا بأن يحاضر بدور أقل وأن يوجه الطلاب إلى اكتشاف المواد التعليمية التي تؤدي إلى فهم المنهج أكثر.
ويعرفه كل من بواسون وفوست (Paulson & Faust, 2006) بأنه أي نشاط يقوم به المتعلم في الغرفة الصفية غير الإصغاء السلبي لما يقوم به المعلم داخل الغرفة الصفية، بحيث يشمل الإصغاء الإيجابي الذي يساعده على فهم ما يسمعه، وكتابة أهم الأفكار الواردة فيها بطرق من أقوال أو آراء أو شروحات، والتعليق أو التعقيب عليها، والتعامل مع تمارين المجموعات وأنشطتها بشكل يتم فيها تطبيق ما تعلموه في المواقف الحياتية المختلفة، أو حل المشكلات اليومية المتنوعة.
ويعرفه كل من مايرز وجونز (Myers & Jones, 1993) أنه البيئة التعليمية التي تتيح للطلاب التحدث والإصغاء الجيد والقراءة والكتابة والتأمل العميق، وذلك من خلال استخدام تقنيات وأساليب متعددة مثل حل المشكلات، والمجموعات الصغيرة والمحاكاة، ودراسة الحالة، ولعب الدور، وغيرها من الأنشطة التي تتطلب من الطلاب تطبيق ما تعلموه في عالم الواقع.
ويعرفه كل من شارون ومارثا (Sharon & Martha, 2001) هو عملية الاحتواء الديناميكي للمتعلم في الموقف التعليمي، والتي تتطلب فيه الحركة والأداء والمشاركة الفعالة تحت توجيه وإشراف المعلم.
ذلك التعلم الذي يشارك فيه المتعلم مشاركة فعالة في عملية التعلم، من خلال قيامه بالقراءة والبحث والاطلاع ومشاركة في الأنشطة الصفية واللاصفية، ويكون فيه المعلم موجهاً ومرشداً لعملية التعلم (اللقاني، والجمل، 2003).
ويمكن تلخيص مفهوم التعلم النشط بالآتي:
- أن الطالب هو محور العملية التعليمية.
- المشاركة الفاعلة للطالب من خلال إدراك المفاهيم والأفكار المقدمة له خلال العملية التدريسية.
- الدور الأساسي للبيئة الصفية في عملية التعلم النشط.
- لتبادل الخبرات دور أساسي ومهم في عملية التعليم وتعميق أثر التعلم في الغرفة الصفية وخارجها.
- يقتصر دور المعلم في التعلم النشط على التوجيه والإرشاد.
وبناءً على ما سبق يمكن تعريف التعلم النشط بأنه: التعلم الذي يجعل من الطالب محور العملية التعليمية ويجعل منه فرداً فاعلاً وناشطاً ومشاركاً، له دور في إدارة العملية التعليمية من حيث تحديد بعض الأنشطة التي يتناولها والتي تناسب وفق رغباته وإمكاناته. وهذا النوع من التعلم يقوم على التعلم بالممارسة والمشاركة والبحث والاستكشاف، على أن يقتصر فيه دور المعلم على أن يكون ميسراً وموجهاً ومرشداً.
2- عناصر التعلم النشط
للتعلم النشط عدد من العناصر التي تلعب دوراً كبيراً في قيامه، ولها الأهمية الكبيرة في إقامة عملية التعلم بشكلها الأفضل. مع أن لكل من هذه العناصر دوره وأهميته إلا أنها متكاملة وتدعم بعضها البعض.
- الاستماع والإصغاء: حيث يجب أن يستمع الطالب جيداً إلى المعلم أو إلى غيره من الطلاب، وأن يكون منصتاً باستيعاب وذلك بهدف الحصول على المعلومة بشكل سليم ودون تشويش.
- المناقشة: هنا يبرز دور الطالب في مناقشته للمعلومات الواردة والتعبير عن رأيه فيها سواء كان بالاتفاق مع غيره من الطلاب أو بالاختلاف معهم مع وجوب المحافظة على شروط المناقشة الأساسية من احترام رأي الآخرين والالتزام بالدور أثناء النقاش.
- التأمل: من خلال التأمل يستطيع الطالب التفكير جيداً بالمعلومات الواردة إليه أو المعلومات التي سمعها للتمكن من الرد عليها بشكل صحيح.
- الكتابة: كتابة المعلومات والملاحظات التي يحصل عليها، وكتابة رؤوس أقلام عن بعض المواضيع لمناقشتها وتنظيمها بشكل معين لمناقشتها بتسلسل محدد ومناسب للموضوع.
- القراءة: القراءة مطلب أساسي لزيادة المعرفة بالمواضيع التي تطرح سواء أكانت من قبل المعلم أو الطلاب.
- الممارسة: من الممكن أن تكون ممارسة الاستراتيجيات والأساليب التي تعلمها الطالب من أجل التمكن وتثبيتها لديه.
- الدافعية الداخلية: وهي من المطالب الأساسية لعملية التعلم، فهي المحرك والقوة التي تدفع الطالب للتعلم والإنجاز.

مخطط يوضح عناصر التعلم النشط
3- خصائص التعلم النشط
- التركيز على مسؤولية الطالب ومبادراته في الحصول على التعلم واكتساب المهارات المختلفة.
- الاهتمام باستراتيجيات التعلم وكذلك التفكير والتأمل بخطوات التعلم وبالمهارات فوق المعرفية.
- الاهتمام بالأنشطة والواجبات والمشاريع الهادفة، والتي تركز على حل المشكلات، والتي توصل إلى نواتج تعليمية ذات قيمة.
- اعتبار المعلم كميسر وموجه ودليل لكل من المعارف والمعلومات وليس مصدراً لها، مما يتطلب إجراء مناقشات كثيرة بين المعلمين والمتعلمين.
- الاهتمام بالتعلم الذي يعتمد على محتوى تعليمي أصيل وصحيح ومرتبط بمشكلات العلم الحقيقية.
- الاعتماد على استراتيجيات تقييم موثوق بها من أجل الحكم على مهارات حقيقية وواقعية.
- الاهتمام بالتعلم التعاوني.
- يتم البناء المعرفي للطالب في التعلم النشط اعتماداً على الخبرات التعليمية السابقة وإضافة المزيد منها بشكل حلزوني من أجل التحقق.
- تتطلب المشاريع الناجحة في التعلم النشط الرجوع إلى مشاريع أخرى ذات علاقة والخروج خارج القاعات الدراسية لمشاركة الآخرين أو التعاون معهم.
- وجود جانب المرح الإيجابي في فعاليات التعلم النشط.
- التأكيد على الإبداع والإلهام وتشجيع التفكير الابتكاري لدى الطالب، ويعمل منه باحثاً صغيراً يربط بين الأسباب والنتائج، ويفسر الظواهر ويبحث عن أسبابها.
- الاهتمام بالتغذية الراجعة المستمدة من الخبرات التعليمية.
- التأكيد على التعلم القابل للتنفيذ مع وجود دعم مناسب وتوقعات عالية.
- الاهتمام بالمجالات الجسمية والعاطفية والعقلية، ويهدف إلى تحقيق النمو المتكامل والشامل لدى الطالب.
4- فوائد التعلم النشط
يكتسب المتعلم الخبرات التعليمية المتنوعة حينما يكون نشطاً وفعالاً في الموقف التعليمي. فهو يتعلم عندما يشارك في المسؤولية وفي اتخاذ القرار، ويكون تعلمه أشمل وأعمق أثراً بوجود معلم يهتم بمشاركته ويعتبرها ويوفر له بيئة داعمة وآمنة ومحفزة على المزيد من الاشتراك. أي أن الغرفة الصفية التي تستخدم مبادرة الطالب سوف تكون مجالاً واسعاً للنشاط: مجموعات صغيرة، مجموعات عمل، وطلاب يعملون في مشاريع أو أنشطة في نفس الوقت، ومعلم يتحرك في الغرفة ويعمل كمحفز وموجه للأسئلة، أي ميسر لعملية التعليم والتعلم.
لذلك فإن إنسان المتعلمين في غرفة الصف سواء لمحاضرة أو حتى العرض بالحاسب لا يشكل بأي حال من الأحوال تعلماً نشطاً. ولكن يكون التعلم نشطاً ينبغي أن ينهمك المتعلمون في قراءة أو كتابة أو مناقشة أو حل مشكلة تتعلق بما يتعلمونه أو عمل تجريبي. وهذا يعني أن التعلم النشط يتطلب من المتعلمين أن يستخدموا مهام تفكير عليا كالتعليل والتوضيح والتقديم فيما يتعلق بما يتعلمونه.
ولعل من أبرز فوائد التعلم النشط ما يلي:
- يظهر قدرة المتعلم على التعلم بدون سلطة مما يعزز ثقته بذاته.
- يساعد المتعلم في أن يتعلم أكثر من المحتوى المعرفي، فهو يتعلم مهارات التفكير العليا، فضلاً عن تعلمه كيف يحتمل مع آخرين يختلفون عنه، كما يتعلم طرق الحصول على المعرفة.
- يساعد المتعلم في أن يتوصل إلى فهم ذات معنى عنده للمشكلات، لأنه يربطها بالمعارف الجديدة أو الأفكار والإجراءات المألوفة عنده، وليس استخدام فهم أشخاص آخرين. أي أن المهمة التي يتجزأها المتعلم أو يشارك فيها تكون ذات قيمة أكبر من المهمة التي يتجزأها شخص آخر.
- يحصل المتعلم على تعزيزات كافية حول قيمة المعارف الجديدة.
- يسهم في تغيير صورة المعلم بأنه المصدر الوحيد للمعرفة، ويجعل المعلم محور العملية التعليمية، وذلك من خلال قيامه بالقراءة والكتابة، وممارسة الأنشطة والتفاعل مع الغير، والرحلات، والزيارات الميدانية، والعمل المنتج.
5- مميزات التعلم النشط
للتعلم النشط مميزات عديدة منها:
- يهيئ للمتعلمين مواقف تعليمية حية ذات فعالية.
- يقلل التركيز على نقل المعلومات بينما يزداد التركيز على تنمية مهارات الطلاب.
- ينشغل الطلاب في مهام تتطلب مهارات تفكير عليا (التعليل، والتركيب، والتقييم).
- يزاول الطلاب أنشطة صفية ولا صفية (على سبيل المثال القراءة، المناقشة، الكتابة، والمجادلة، وتبادل الأدوار).
- يعد مجالاً للكشف عن ميول المتعلمين وإشباع حاجاتهم.
- يعفر الطلاب على كثرة الإنتاج وتنوعه.
- يجعل الطلاب يعملون ويفكرون فيما يعملون.
- إكساب المتعلمين جوانب مهنية، وجوانب انفعالية ومهارات وخبرات اجتماعية قد يصعب اكتسابها داخل الصفوف العادية مثل التعاون، تحمل المسؤولية، وضبط النفس والإبداع.
- يزيد من اندماج الطلاب في العمل، ويجعل التعلم متعة وبهجة.
- ينمي الثقة بالنفس والقدرة على التعبير عن الرأي.
- ينمي الرغبة في التعلم حتى الإتقان، والقدرة على التفكير والبحث.
- يساعد على إيجاد التفاعل بين الطلاب، ويعزز التنافس الإيجابي بينهم.
- يعزز روح المسؤولية والمبادرة لدى الطلاب.
- ينمي الفكر الابتكاري، ويزيد من مستوى تحصيلهم الدراسي.
- ينمي القدرة على حل المشكلات والتفكير الاستقلالي واتخاذ القرارات.
6- مبادئ التعلم النشط
- التعاون والتفاعل بين الطلبة.
- التغذية الراجعة الفورية.
- منح الوقت الكافي للتعلم.
- دقة التوقعات.
- مراعاة الفروق الفردية.
7-أسس التعلم النشط
يعتمد أسلوب التعلم النشط على إيجابية المتعلم في الموقف التعليمي، ويحتوي على جميع الممارسات التربوية داخل الغرفة الصفية وخارجها، والتي تهتم بالبيئة الصفية وتنظيمها، ودور كل من المعلم والطالب.
ويعتمد التعلم النشط على مجموعة من الأسس منها:
- إشراك الطلبة في اختيار نظام العمل وقواعده.
- إشراك الطلبة في تحديد أهدافهم التعليمية.
- السماح للطلبة بطرح الأسئلة للمعلم أو لبعضهم البعض وفق آلية متفق عليها مسبقاً.
- تنويع مصادر التعلم والمعرفة وتوجيه الطلبة إليها.
- مراعاة حرية الاختيار.
- توفر بيئة تعليمية مريحة وممتعة تشجع على التعلم ومثيرة للتفكير، ومن الممكن تشكيلها على شكل مجموعات.
- استخدام أساليب واستراتيجيات تدريسية متمركزة حول الطالب، والتي تتناسب وإمكانات الطلبة وتراعي الاهتمامات والرغبات.
- إشراك الطلبة في تقييم أنفسهم وتقييم زملائهم، وتعلم آلية التقييم المتبعة.
- إشاعة جو من الطمأنينة والهدوء والمرح داخل الغرفة الصفية.
- إتاحة الفرصة للطلبة للتواصل في كافة الاتجاهات مع الطلبة ومع المعلم.
- مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة لتحقيق أفضل سبل التعلم وذلك من خلال استخدام أساليب متنوعة تتناسب وجميع الطلبة.
- مراعاة أن يكون التعلم واقعياً مرتبطاً بحياة الطلبة وأن تكون الأمثلة متنوعة.
- استخدام جميع السبل من أجل تعلم الطلبة مثل القراءة والكتابة والتمثيل ولعب الأدوار والتجريب وغيرها من الأساليب.
8- أهمية التعلم النشط
- يساعد الطلبة على التعلم الجيد، فهو مكون من أساليب وأنشطة مختلفة تدعم الطالب في تعلمه.
- يساعد الطلبة على تعلم المعلومات والأفكار والمهارات الأكاديمية والاجتماعية والإبداعية وفق إطار متكامل.
- يساعد الطلبة على فهم أنفسهم وبيئتهم بشكل أفضل.
- جعل الجو التعليمي جواً يسوده المرح ويجعل منه جواً مقبولاً لدى الطلبة.
- تنمية العلاقات الاجتماعية بين الطلبة.
- تنمية قدرات الطلبة المختلفة مثل القدرة على النقاش والقدرة على اتخاذ القرار وغيرها من القدرات الشخصية الأخرى.
- تنمية الثقة بالنفس.
- تنمية الدافعية للعمل والإنجاز.
- يزيد من الاندماج بالعمل، ويعود الطلبة على إتباع القواعد في العمل.
- المساعدة في تطوير المناهج وفق أساليب تتوافق وقدرات الطلبة وإمكاناتهم.
- يعتبر تحدياً للمعلم من حيث اختيار الأنشطة التعليمية التي تناسب الموقف التعليمي، ويساعد المعلم في اختيار الأهداف التي تتناسب وقدرات وإمكانات الطلبة.
9- أهداف التعلم النشط
- تشجيع مهارات التفكير الناقد.
- تدريب الطلبة على القراءة الناقدة والمتخصصة.
- تحقيق الأهداف التربوية عن طريق التنوع في الأنشطة التعليمية.
- دعم الثقة بالنفس لدى الطلبة نحو ميادين المعرفة المختلفة.
- مساعدة الطلبة على ترتيب الأولويات في القضايا المهمة.
- تشجيع الطلبة على طرح الأسئلة.
- تشجيع الطلبة على حل المشكلات.
- تحديد كيفية التعلم للمواد الدراسية المختلفة.
- قياس قدرة الطلبة على بناء الأفكار الجديدة وتنظيمها.
- تشجيع الطلبة على التعلم الذاتي.
- إكساب الطلبة مهارة التعاون والتفاعل والتواصل مع الآخرين.
- إكساب الطلبة مهارات ومعارف واتجاهات مرغوب فيها ويمرون بتجارب تعليمية وحياتية حقيقية.
- إكساب الطلبة مهارة التفكير العليا كالتعليل والتركيب والتقويم.
10- المقارنة بين التعليم النشط والتعليم التقليدي
هناك العديد من الاختلافات بين التعليم النشط والتعليم التقليدي يوضحها الجدول التالي (الحيلة، 2001، وحامد وآخرون، 2005):
| المجال | بيئة التعليم التقليدي | بيئة التعليم النشط |
|---|---|---|
| طبيعة المنهج | المقرر الدراسي مقرر مسبقاً ولا يقبل التعديل، يركز على الكم الذي يتعلمه الطالب، يركز على الجانب المعرفي في إطار ضيق، يهتم بالنمو العقلي للطلبة، يكيف المتعلم للمنهج. | المقرر الدراسي جزء من المنهج، مرن ويقبل التعديل، يركز على التكيف، يهتم بطريقة تفكير الطالب والمهارات التي تواجه التطور، يهتم بجميع أبعاد النمو للطالب، يكيف المنهج للمتعلم. |
| تخطيط المنهج | يعدّه المتخصصون في المادة الدراسية، يركز على اختيار المادة الدراسية، والمادة الدراسية محور المنهج. | يشارك في إعداده جميع الأطراف المؤثرة والمتأثرة به، يشمل جميع عناصر المنهج، والمتعلم محور المنهج. |
| المادة الدراسية | غاية في ذاتها، لا يجوز إدخال أي تعديل عليها، يبنى المقرر الدراسي على التنظيم المنطقي للمادة، والمواد الدراسية منفصلة، ومصدرها الكتاب المقرر. | وسيلة تساعد على نمو الطالب نمواً متكاملاً، تعدل حسب ظروف الطلبة واحتياجاتهم، يبنى المقرر في ضوء سيكولوجية الطلبة، والمواد الدراسية متكاملة ومترابطة، مصادرها متعددة. |
| الأهداف | غير معانة للطلبة. | معانة للطلبة ويشاركون في وضعها وتخطيطها. |
| التعليمات | يصدرها المعلم بنفسه. | يشارك الطلبة مع المعلم في وضع التعليمات. |
| المعلم | ناقل للمعلومات وملقن للطلاب، علاقته تسلطية مع الطلاب، يشجع على تنافس الطلاب في حفظ المادة، يحكم على مدى نجاح المتعلم في الامتحانات، لا يراعي الفروق الفردية بين الطلاب. | متعدد الأدوار فهو عنصر محفز وموجه ومصدر للمعلومات المرجعية لطلابه، علاقته تقوم على الانفتاح والثقة والاحترام، يشجع الطلبة على التعاون في اختيار الأنشطة وطرق ممارستها، يحكم عليه في ضوء مساعدته للطلبة على النمو المتكامل، يراعي الفروق الفردية بينهم. |
| المتعلم | سلبي وذلك من خلال الاستماع فقط للمعلم أو القراءة في الكتاب المقرر، ويحكم على مدى نجاحه في امتحانات المواد الدراسية. | إيجابي ونشط، يشارك في الأنشطة المختلفة، ويحكم عليه بناءً على مشاركته وتقدمه في تحقيق الأهداف. |
| طريقة التدريس | تقوم على التلقين المباشر، ولا تهتم بالنشاطات، وتسير على نمط واحد. تفضل استخدام الوسائل التعليمية التقليدية. | تقوم على توفير الشروط والظروف الملائمة للتعلم، تهتم بالنشاطات وأنواعها، لها أساليب متعددة، تستخدم وسائل تعليمية متنوعة. |
| استراتيجيات التعليم والتعلم | لا تزيد الاستراتيجيات التدريسية المستخدمة عن واحدة أو اثنتين معتمدة على التلقين والتوجيهات المكتوبة. | تتنوع الاستراتيجيات المستخدمة لتحقيق الأهداف المرجوة والوصول إلى مستوى التعلم للإتقان. |
| تنظيم اليوم الدراسي | ينظم اليوم الدراسي في شكل حصص ثابتة بتوقيتات ثابتة. | ينظم اليوم الدراسي في ضوء فقرات (وحدات زمنية) مع وجود مرونة في الاختيار وتوقيتات الفقرات. |
| معدل التعلم | يفرض على كل الطلاب دراسة المقرر كله بالمعدل نفسه ويبدأ كل الطلاب في الوقت نفسه وينتهون في الوقت نفسه أيضاً من المقرر. | يستطيع بعض الطلاب التقدم في الدراسة حسب معدل التعلم، ولهم حرية تغطية بعض الأجزاء السهلة بالنسبة لهم أو تخطيها إذا أتقنوا التعلم (تحقيق الأهداف). |
| الوسائل التعليمية | تستخدم الوسائل التعليمية التقليدية المألوفة مثل الكتاب والشرائح الشفافة والأفلام، وللمعلم أن يختار منها ما يفضل ويراه مناسباً، وغالباً ما تكون مواد مطبوعة. | يتم إعداد وسائل تعليمية مرتبطة بالأهداف ونشاط التعليم والتعلم في الوحدة، وعادة تشمل على وسائل تعليمية متعددة الأساليب للتعلم، ويتاح للطلاب فرص اختيار ما يساعده على إتقان التعلم وتحقيق الأهداف. |
| الوقت | الوقت محدد لكل موضوع دراسي لجميع الطلاب، وعلى جميع الطلاب حضور الدروس في الأوقات والأماكن المحددة. | يستطيع الطلاب الحصول على الوقت الذي يكفي كل منهم لإتقان الموضوع المتعلم. |
| الأماكن | ثابتة وغالباً لا تتغير طوال العام الدراسي، سواء كان المقاعد أم الطاولات أم السبورة. | من الممكن تغيير الأماكن حسب الاستراتيجية المستخدمة مما يساعد الطلاب على التفاعل وإتقان التعلم. |
| إدارة الصف | المعلم يتحكم في ضبط وإدارة الصف، فهو يضع القواعد ويلزم الطلاب باتباعها. | الطلاب يشاركون في تحديد قواعد ضبط وإدارة الصف وفي تنفيذها. |
المرجع: كتاب استراتيجيات التعلم النشط أنشطة وتطبيقات عملية ؛ تأليف الدكتورة سها أحمد أبو الجاج و الدكتور حسن خليل المصالحة ؛ ط.1 ؛ 2016 ، ص.15 – 28
